30 أبريل 2011

تاريخ الحجامة في مصر

تاريخ الحجامة في مصر

اتماماً للفائدة اقوم بإعادة نشر بعض الأبحاث المنشورة في غير موضع بهذا الموقع 

أولاً عند قدماء المصريين
فالحجامة كانت معروفة لدي قدماء المصريين ( الفراعنة ) ، كيف لا وهم مهرة الأرض في علوم الطب ولعل أكبر شاهد بذلك ما خلفوه من أثار ووثائق طبية و جداريات :
فالمصري القديم هو أول من استخدم الحجامة بأسلوب نظامي ، فالحجامة أسلوب طبي قديم استخدمه الفراعنة ، حيث يذكر أبو الطب ( أبوقراط ) ذلك بقوله إن الفراعنة قسموا الطب إلي طب الصوم وطب الإخراج أو طب الحجامة عن طريق فتحات يحدثها الطبيب في الجلد ، ووجدت رسوم تدل عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون، وتعتبر أوراق البردي التي سجل فيها قدماء المصريين طريقة العلاج بالحجامة من أقدم الوثائق التاريخية في هذا الموضوع مثل بردية إيبرس ( Epres Papyrus ) ، إذ أن بردية إيبرس كتبت تقريباً في سنة 1550 ق.م في مصر ، وتوضح هذه البردية بالشرح أسلوب الحجامة الدموية في إخراج الأخلاط الغريبة من الجسم ، وكذلك بردية فيترنيري (Veterinary Papyrus ) الشهيرة المكتوبة سنة 2200 ق.م 
كما توجد على نقوش معبد كوم امبو الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر صورة لكأس يستخدم لسحب الدم من الجلد , فقد استخدمت الكؤوس المعدنية و قرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض , وقد وجدت هذه الكؤوس في سراديب وآثار قدماء المصريين , وكانت الكؤوس تصنع عادة من قرون الأغنام مع حفر ثقب عند طرفها المدبب من خلاله يسحب الدم إلى خارج الجسم بامتصاصه بواسطة الفم .
ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس . وكان استخراج الدم من الجسم بهدف تنقية الدم يتم من خلال أربعة طرق :

1. استخراج الدم من الشرايين (فصد الشريان ) 
2. استخراج الدم من الأوردة ( فصد الأوردة ) 
3. استخراج الدم من خلال الجلد باستخدام الكؤوس (الحجامة ) 
4. استخراج الدم من الجلد باستخدام العلق .

غير أن أكثر وسائل إزالة الفضلات السمية شيوعا وأكثرها أمنا هي استخراج الدم عبر الجلد الذي يعد أكبر أعضاء الجسم من حيث المساحة . 
وقد مارس المصريون هذا النوع من العلاج بتوسع ونقله عنهم الكثير من الدول المجاورة حتى وصل إلى الصين علي حد أحد الأقوال .
كما سجلت الآثار أن المينويين Minoans – وهم أهل حضارة جزيرة كريت القديمة الذين عاشوا خلال الفترة من 3000إلى 1100 ق.م – وقدماء المصريين و السومريين كانوا يقيمون الحمامات العامة لإجراء عمليات التنظيف والتطهير الطقوسية مصحوبة بعملية الحجامة لغرض الاستشفاء , كما أن الجنود الرومان نقلوا تلك الطريقة إلى بلادهم إبان عودتهم إليها . 
ثانياً في الريف المصري
لقد عرفت الحجامة في مصر من خلال استخدام النار كعامل أساسي في إحداث التأثير من خلال استخدام أدوات عديدة حسب طبيعة البيئة ، فنجد البعض يستخدم الفخار تحت أسماء عديدة حسب البلد منها اسم ( البوشة ) كذلك يستخدمون برطمانات من الزجاج لأداء هذا الغرض ، ويتركز استعمالها في الريف لألام الظهر بخاصة والروماتيزم ، حيث تعد علاجاً سحرياً لهذه الألآم ، وغالبا ما كنا نري الأم أو الجدة تستخدم تلك الطريقة لأفراد الأسرة فلا توجد عائلة قط إلا ويعرف عجائزها تلك الطريقة .
فدائماً عندما يشفي مريض ما من آلام الظهر في الريف ويسأل ما هي أحوالك ويجيب بأنة شفي بفضل الله ثم عندما ( كسروا لي علي ظهري ) أي تم القيام بإجراء كاسات الهواء له علي الظهر المصاب ، وذلك يرجع في تفسيرهم إلي تعرض الجسم إلي تيار من الهواء البارد والذي بدورة أدي إلي حدوث ذلك الألم بالظهر. 
وتعدد أساليب تفريغ الهواء من الكاسات في الأسلوب الريفي ، فنجد من يعمل علي وضع قطعة من العجين علي ظهر المريض ثم يضع عليها شمعة ومن فوقها الكأس سواء كان زجاجاً أم فخار ومنهم من يضع قطعة قلحة ( ما يتبقى من كوز الذرة بعد إخراج الحبوب منة ) مغموسة في السولار ( الجاز ) ، كذلك نجد من يعمل علي إشعال ورقة من ورق الجرائد علي شكل قِرطاس داخل الإناء المخصوص بذلك ، أو قطعة من القطن مغموسة في الكحول وتلصق بأعلى الكأس . أو يوجد في بعض الأنواع الفخارية مكان لسره من الملح تشبع بالسولار أو ما شابة ثم يتم حرقها لإعطاء نفس ألأثر .
ولم يقتصر استخدامها في الريف علي ألآم الظهر والروماتيزم فقط وإنما تعدي ذلك إلي مشاكل عدم الإنجاب بالنسبة للسيدات اللائي لم ينجبن .
وأغلب الظن أنها طريقة متوارثة عن الأجداد من قديم الزمان كأحد مظاهر الطب الفرعوني الذي لا يزال إلي يومنا هذا مؤثرا في بعض العادات الصحية وغيرها من مظاهر الحياة الأخرى .
ثالثاً في أرض النوبة
للحجامة دورها البارز في المجتمع النوبي ، حيث الأتصال بالحضارة المصرية القديمة غير منقطع علي مر العصور والأيام وبخاصة في علوم المداواة والعلاج لديهم فأغلب الطب الشعبي لديهم هو امتداد للطب الفرعوني القديم ، حيث يتم تناقل تلك العلوم من كل جيل إلي الذي يلية بطريقة التوارث ، وتستخدم في كل اسرة أو يقوم بها كبار السن في المجتمع وذلك نظراً لخبرتهم الطويلة في ذلك المجال . 
وتستخدم الحجامة في النوبة بعدة طرق تحوي في بعضها طابعاً مميزاً لا يوجد عند من سواهم من الأعراق ، فنجد أن النوبيون يستخدمون الحجامة الجافة باستخدام النار أو كؤوس الهواء ، ويستخدمون كذلك عن طريقها الحجامة الدموية بواسطة الكاسات ، ويأتي التطبيق اللأخير لديهم وهو استخدام الحجامة بالعصر . 
وتقوم تلك الطريقة علي تخديش المنطقة المريضة ثم القيام بمسح المنطقة بسعفة نخل من التي تحمل الثمار بشكل طولي ، ولدي الأنتهاء من تلك الإجراءات يقومون بوضع الرماد علي مكان الخدوش ، فمثلاً يتم تخديش الناحية الوحشية للساق من أسفل الركبة بقليل حتي مقدار كفين ، ويتم العصر باتجاة من أعلي إلي أسفل . 
كما توجد طرق أخري للحجامة لدي البدو في الصحاري المصرية نذكر منها استخدامهم لحزمة من الإبر المجمعة في حزمة واحدة ويقومون بشك المنطقة المصابة بشكل متتابع حتي خروج الدم ، أو استخدام الشفرة في حدوث خدوش في أماكن بعينها وتركها تخرج مقداراً معيناً من الدم . 
المصدر :

أحمد حلمي صالح : الجامع في علم العلاج بالحجامة 
، مكتبة مدبولي ، ط 1 ، القاهرة ، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق