1 يوليوز 2011

علاج ارتفاع الضغط ببرنامج غذائي سليم


رتبط إرتفاع ضغط الدم بزيادة الوزن والسمنة، ولكن زيادة الوزن لا تعني بالضرورة ارتفاع ضغط الدم، فمن الممكن أن يكون الشخص نحيلاً ولكنه مصاب بارتفاع في ضغط الدم والعكس صحيح، غير أن زيادة الوزن قد تزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. فلكي يُشخص المريض بأنه مصاب بارتفاع ضغط الدم، يجب أن يُسجل ما لا يقل عن 3 قراءات مرتفعة عن الحد الطبيعي لضغطي الدم الانقباضي (المعروف بالعالي وهو ضغط الدم الناتج من انقباض القلب على الأوعية الدموية) والانبساطي (المعروف بالمنخفض وهو ضغط الدم الناتج من ارتخاء القلب) بحيث يكون أعلى من 120/80 مليمتر زئبقي. وعادة ما تؤخذ هذه القراءات من قبل مختص وفي وضع الارتخاء للمريض، أي بعيد عن أي توتر أو مجهود بدني أو تناول أطعمة مالحة. ويعرف ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت وذلك لأنه لا يوجد أعراض خاصة به سوى بعض الأعراض العامة كالصداع وطنين الأذنين والدوخة. هذا بالاضافة إلى أن ارتفاع في ضغط الدم قد يتسبب بالعديد من الأمراض كأمراض الكلى والقلب والشرايين والنزف الدماغي إذا لم تتم السيطرة عليه والمحافظة عليه في حدوده الطبيعية. ويعتبر تخفيف الوزن واتباع برنامج غذائي (قليل الملح أوالصوديوم) وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر والضغوط النفسية من أهم الاستراتيجيات للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، إذ إن ممارسة الرياضة (3 -5 مرات في الأسبوع ولمدة لا تقل عن ساعة) تزيد من كفاءة وقوة القلب، والذي بدوره سيصبح قادراً على ضخ المزيد من الدم بجهد أقل مما يساعد في خفض خطر ارتفاع ضغط الدم. ولكن عند تطور المرض واستمرار ارتفاع ضغط الدم يجب تناول الأدوية المخفضة لضغط الدم وذلك تحت إشراف الطبيب.وتعتمد حمية ارتفاع ضغط الدم على اتباع وتبنى النظام الغذائي الذي يقي من ضغط الدم (DASH Diet)، وهذه الكلمة الاصطلاحية مأخوذة من اللغة الانجليزبة (Dietary Approach to Stop Hypertension) وتعني الأسلوب الغذائي لوقف حدوث ارتفاع ضغط الدم. وهذا النظام يهدف إلى أن يكون الغذاء غنياً بالبوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم وقليلاً بالصوديوم وهو موضح في الهرم المبين بالشكل. فلو نظرنا إلى مكونات هذا النظام فإننا نجد أنه يركز على تناول الحبوب الكاملة والاكثار من تناول الفاكهة والخضروات ومنتجات الحليب قليلة الدسم مع التقليل من استهلاك الدهون وتناول حفنة من المكسرات غير المالحة يومياً. ويعمل على الحد من تناول الأطعمة المحتوية على عنصر الصوديوم. ويتم تحديد كمية الصوديوم المتناولة بحسب درجة ارتفاع ضغط الدم، فكلما زاد معدل ارتفاع ضغط الدم زادت الحاجة إلى التقليل من تناول الأطعمة المحتوية على الصوديوم.وللبدء في تطبيق النظام يجب أن يتم تجنب الأطعمة المالحة وعدم إضافة الملح إلى الطعام. ومن الأطعمة المالحة ذات المحتوي العالي من الملح: المخللات والأجبان المالحة والمكسرات والخبز العادي المملح واللحوم المدخنة والمعلبة مثل النقانق ومستخلص اللحمة والسردين والأنشوفة واللحوم المخللة. ويفضل تناول الشوربات المصنعة في البيت أو الشوربات الجاهزة ذات الصوديوم القليل. كما انه من الممكن إضافة البهارات قليلة الصوديوم وبعض المنكهات كالثوم والبصل والكزبرة والليمون والزعتر، مع الابتعاد عن الصلصات أو البهارات المحتوية على الصوديوم مثل غلوتامات الصوديوم وصلصة الصويا وصلصات الشوي والكاتشب العادي والمخللات بأنواعها والماسترد والزيتون والخل المضاف إليه نكهات. ويستحسن تناول البقوليات والحبوب الكاملة والخبز الأسمر أو خبز القمح والأرز غير المقشور، فهذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات المركبة والمواد المغذية بالإضافة إلى أنها قليلة الدهون. وهنا يجب الانتباه إلى ضرورة الإكثار من تناول الفواكه (أكثر من 4 حصص) وكذلك الخضروات (أكثر من 4 حصص) يومياً، لما لها من أهمية تغذوية وصحية فهي تزود الجسم بالبوتاسيوم والمغنسيوم ومضادات التأكسد والألياف. فقد وجد أن الإكثار من تناول المصادر الغذائية الغنية بالبوتاسيوم يساهم في التقليل من امتصاص الصوديوم ويزيد من طرحه خارج الجسم. كما أن العديد من الدراسات أثبتت أهمية تناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم لدوره الهام في توسيع الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم. كما ويشجع هذا النظام على تناول ما يعادل ملعقتين كبيرتين من البذور (بذور البطيخ والقرع ودوار الشمس) أو 1/3 كوب من المكسرات (الجوز والفستق والكاجو واللوز والفول السوداني) 3 مرات في الأسبوع وذلك لتزويد الجسم بالبوتاسيوم والمغنسيوم والألياف وفيتامين هـ وكذلك أوميغا-3. ولكن يجب التنبه إلى أن الإفراط في تناول المكسرات يتسبب في زيادة الوزن. إذا أن ما يقرب من نصف وزن المكسرات عبارة عن زيوت، بمعنى أنه في حال تناول 100 غرام مكسرات سيكون فيها ما يقرب 50 غرام دهون.اما بالنسبة لمجموعة الحليب فيجب تناول ما لايقل عن حصتين من الحليب ومشتقاته قليلة الصوديوم على أن تكون هذه المنتجات خالية من الدسم قدر الامكان، إذ إن العديد من الدراسات وضحت أهمية الكالسيوم في المحافظة على صحة وسلامة القلب الأوعية الدموية. كما يجب عدم الإسراف في الشحوم الحيوانية وذلك لتخفيف الكوليسترول الذي يرافقها مع التقليل ما أمكن من تناول اللحوم الغنية بالدهون واستبدالها بالدجاج المنزوع الجلد والأسماك، وعدم الاستماع إلى الإشاعات التي تقول أن هذا النوع من الزيت أو السمن لا يؤدي إلى زيادة الوزن فكلها تحتوي على طاقة تعمل على زيادة الوزن. وإذا ما كان هناك سوء تقدير لكمية الدهن (الزيت) المستعملة للقلي يستحسن التعود على الأطعمة المسلوقة أو المشوية، أو قلي الأطعمة مع إضافة الزيت لها ضمن كمية الدهن المسموحة (مثلاً قلي الخضروات كالباذنجان أو البطاطا مع ملعقة زيت أو ملعقتين كبيرتين من الزيت). وأود الاشارة هنا إلى ضرورة قراءة بطاقة البيان لمعرفة محتوى المنتجات المختلفة من الصوديوم، إذ إن العديد من المواد الحافظة والمنكهات والمواد المضافة والمواد الرافعة تحتوي على الصوديوم، وفي حال عدم توفر بطاقة الحقائق التغذوية يمكن قراءة المحتويات والتأكد من كمية الصوديوم المضافة في تحضير هذا المنتج. ويجب تنبيه المرضى الذين يتناولون مدراً للبول يزيد من طرح البوتاسيوم وإخراجه من الجسم مع البول، أن يعوضوا البوتاسيوم المفقود بأخذ غذاء غني بالبوتاسيوم (كالموز والبطيخ وعصير الليمون والبرتقال والخوخ والمشمش والبروكولي والملفوف والخيار والجزر والمشروم (الفطر) والسبانخ والبطاطا المسلوقة).وأخيراً، فإن الابتعاد عن مصادر التوتر والضغوط النفسية قدر الامكان وممارسة التأمل لمدة لا تقل عن نصف ساعة وكذلك الحركة والنشاط البدني اليومي لمدة تزيد عن نصف ساعة، والامتناع عن التدخين وتناول المنبهات بكثرة أثر ملموس وواضح في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق